ملء العيبه (صفحة 164)

ولكن من حبي له أذكر اسمه ... فأشدو به شفعا وأشدو به فردا

أحلي به نطقي وأطرب مسمعي ... وأجلو صدا قلب بأشواقه التدا

إذا صح ودي فيه أو صح منه لي ... وداد، فوجد الفقد قد فقد الوجدا

قلت: هذه الأبيات ساقها شيخنا أبو اليمن رضي الله عنه في فصل تكلم فيه على فضائل المحدثين رضي الله عنهم، قَالَ: ومنها كتبهم الصلاة والتسليم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتبهم، ومحافظتهم عليها بين خطهم ولفظهم، وقد علم ما ورد في ذلك من القربات.

ومنها فضل النطق باسمه والتذاذ الأسماع بذكره فإن ذلك أوقع في الأسماع من طيب النغمات:

أعد ذكره يا ذاكرا اسمه

الأبيات، وهي من قصيدة له طويلة ستأتي بعد إن شاء الله.

وأنشدني رفيقي المذكور، أعلى الله قدره ويسر أمره، وكتبه لي بخطه، قَالَ: أنشدني شيخي جار الله أمين الدين أبو اليمن، رضي الله عنه وأرضاه لنفسه، وأنشدته عليه، وهو لي من أبي اليمن إجازة:

بملتقى الركنين قلبي لقى ... كم لي ومن أهوى بها ملتقى

لجيرة الحي على أن أفي ... عقدت ما بينهما الموثقا

ولى عن سفح الصفا جيرة ... قلبي إليهم لم يزل شيقا

إخوان صدق أخلصوا ودهم ... غصن التصافي بينهم أورقا

حلوا الصفا مغنى وحلوا الصفا ... معنى ونقوا فثووا بالنقا

عهدي بهم مذ نفروا من منى ... عسى بجمع جمع من فرقا

فسائل الأحياء عن حيهم ... أأنجد أم أشأم أم أعرقا

تعرفت من قبل تعريفنا ... أرواحنا فاشتقات الملتقى

أشتاقهم حبا وقد أصبحوا ... منا إلينا في الهوى أشوقا

فقبل الركن إذا جئته ... عني وجدد موثقا موثقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015