وإن كان استحلال صاحب الحق يترتب عليه قتل المذنب كالاستحلال من الزنا، فيكفى الاستحلال العام، كأن يقول لصاحب الحق: سامحني فيما أخطأت في حقك.

وقد تكلم العلماء في التوبة كثيراُ. ونذكر بعض أقوالهم توضيحا لحقيقتها.

قال الأستاذ أبو علي الدقاق: التوبة على ثلاثة أقسام أولها: التوبة. وأوسطها: الإنابة. وآخرها: الأوبة.

فقد جعل التوبة بداية، والإنابة وسطا، والأوبة نهاية، فمن تاب خوفا من العقوبة فهو صاحب إنابة. ومن تاب استجابة للأمر، لا لرغبة في الثواب، ولا لرهبة من العقاب، بل حبا لله فهو صاحب أوبة، وهو أعلاها مقاما.

وقال أبو القاسم القشيرى: التوبة صفة المؤمنين. قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاُ أَيُّهَا المُؤمِنُونَ) والإنابة صفة الأولياء والمقربين قال تعالى: (وَجَاءَ بِقَلبٍ مُنِيبٍ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015