المشايخ (?)، ثُمَّ بعد أن أحسَّ أن الرحلة سنة من يطلب هذا الشأن (الحديث)، شدَّ رحاله إلى بلاد العجم، ولزم فيها الإمام الرافعي (?) وبه تفقه وبرع في مذهب الشافعي (?).
ثُمَّ أجاب أبو عمرو داعي العلم في خراسان حيث الأسانيد العالية التي يرغب فيها أهل الحديث، فدخل نيسابور، ومرو، وهمذان، إلاَّ أن أبرز مَنْ لَقِيَ من المشايخ هناك: الإمام أبا الْمُظَفَّر السمعاني (?)، وبعد أن سمع وحصّل ((الكثير بالموصل وبغداد ودنيسر (?) ونيسابور ومرو وهمذان ودمشق وحران)) (?)، وتأهّل لأن يكون إماماً يشار إليه بالبنان. عاد أدراجه بعد رحلة طويلة جال فيها أهم مراكز العلم في بلاد المشرق الإسلامي، فدخل دمشق وقد ناهز السادسة والثلاثين من عمره الذي كانت عدد سنواته (ستة وستين عاماً)، وكان ذلك في حوالي سنة (613 هـ) (?).
ثُمَّ قصد القدس فأقام بها (?)، ودرَّس في المدرسة الصلاحية وتسمى الناصرية أيضاً (?)، ثُمَّ لما أمر الملك المعظم بهدم سور القدس (?)، نزح إلى دمشق مستقرّاً بها (?)، وذلك في حدود سنة (630 هـ) (?).
ولا نُغْفِل أن أبا عمرٍو سافر إلى الحرمين حاجّاً، - قَبْلَ استقراره في دمشق وبعدها - وهو لَمْ يعدم في سفرته هذه علماً يضيفه إلى مخزون علمه (?).