بعد ستة وستين من الأعوام، جاءت سكرة الموت بالحق، فاختار الله تعالى ابن الصلاح إلى جواره الكريم، ففاضت روحه في صباح (?) يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر (?).
وقيل: ستة وعشرون (?)، في حين اكتفى بعض المؤرخين بذكر الشهر من غير تعيين يوم منه (?).
وعلى كل التقديرات فإنهم متّفقون على أن وفاته كانت سنة (643 هـ) (?)، وكثر التأسف عليه وحمل نعشه على رؤوس الناس، وازدحم على سريره الخلق، وكان على جنازته هيبة وخشوع، فَصُلِّي عليه بجامع دمشق بعد الظهر، وشُيِّع إلى داخل باب الفرج وصُلِّي عليه هناك ثانية، ولم يقدر الناس على الخروج لدفنه؛ لأن دمشق كانت محاصرة من الخوارزمية (?)، وَلَمْ يخرج مَعَهُ إلاَّ نحو عشرة أَنْفُس مخاطرين حَتَّى دفنوه في مقابر الصوفية خارج باب النصر (?)، فرحمه الله (?).