السبب الثاني: الرفقة السيئة: حيث يكون الولد جيداً لا يعرف سيئ الأعمال، فتجده فجأة تفوح منه رائحة السجائر وبعض الناس يخرج علبة سجائر من جيبه ثم يقول: خذ يا حمادة.
فتقول له: عيب عليك أن تعلمه.
فيقول لك: هو على كل حال سيدخن، فتدخينه أمامي أفضل! والصواب أنهما على خطأ، والتدخين حرام، وقد أفتى تسعمائة وخمسون عالماً في أحد المؤتمرات بحرمة التدخين.
فهذه العادة السيئة تتسرب إلى البيت، إما عن طريق الأب أو الأم، وإما بصحبة أولاد مدخنين يقولون له: يا ولد! تريد أن تكون رجلاً؟ فيقول: نعم، فيقولون: خذ نفساً من السيجارة، فيأخذ منها فيبدأ يسعل، فيقولون له: لا تخف، فأولها هكذا.
كحال الولد الذي جاء إلى الجامع، فاقترب منه الإخوة المصلون وكلموه بكلام طيب، وهو أسلوب أهل المسجد، مع أنه يخوف منهم دائماً، فيقولون لك: هؤلاء متطرفون، فالولد رجع إلى أبيه يقول له: يا أبي! إن الذين عند الشيخ فلان طيبون جداً ومرحون.
فقال له: يا بني! هي تبدأ هكذا!! فالرفقة الصالحة مهمة، ففي الحديث: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، والإخوان في الله كاليدين تغسل إحداهما الأخرى.