ومن وسائل الانحراف التي تسبب لأولادنا الانحراف -والعياذ بالله رب العالمين-: الإعلام، وأشده مصيبة التلفزيون، فلو أن إبليس وجنوده اجتمعوا من أجل أن يفتنوا المسلمين ولن يصلوا إلى ما يصل إليه التلفزيون، فهو فساد دخل عليك من تحت الباب، ونحمد الله على أن مفتاح التلفزيون في يدك، فيمكن أن تفتحه ويمكن أن تقفله، فالموضوع بيدك أنت.
إنك حين تسأل البنت الصغيرة في المدرسة: ماذا تريدين أن تكوني يا ابنتي؟ تقول: أنا أريد أن أكون مذيعة.
لماذا؟ تقول: من أجل الأحمر والأخضر، ومن أجل أن أجمل شعري عند الكوافير.
فإن قلت لها: لماذا لا تريدين أن تكوني مثل خالتك فلانة المحجبة؟ فإنها تقول: لا، فشكلها موحش جداً.
وهذه كارثة.
والمرأة في البيت التي ليست محجبة تقول لك: أنا أشاهد التلفاز على النية، ولا يضرني ذلك إذا كان بيني وبين ربنا عمار، وأي عمار ذلك وقد خربت ما بينك وبين الله؟! والذي يغضبني من الأمهات في البيوت أن المرأة قد يكون لها ثلاثة أولاد صغار مزعجون، فتريد أن تلهيهم من أجل أن تعمل، فتقول لهم: تعالوا.
وتفتح لهم التلفزيون، فيجلس الأولاد ينظرون وهم يخزنون ما فيه، فالولد عبارة عن كمبيوتر يخزن.
ولكي تعرف مصيبته أذكر لك أن أحد الأساتذة قال لي: رجعت إلى البيت، ولي ابن في رابع ابتدائي، يقول: إن ابنه قال له: اسكت يا أبي، فقد كان هناك قلة أدب في التلفزيون قبل أن تأتي، قال له: ماذا؟ فقال له: لا أقدر أن أقول لك، فقال له: لا بد من أن تقول، فقال له: رأيت رجلاً يقبل امرأة.
فالأب يريد أن يصل إلى فهم الولد لذلك، فقال له: وما العيب في هذا؟ يريد أن يرى ما هو العيب عنده وما هو الذي ليس عيباً عنده، فقال: يا أبي لا أقدر أن أقول لك، فقال له: قل.
فقال له: يقبلها في البلكونة، فقال: وهذه فيها عيب؟! قال له: لا، لا بد أن يقبلها تحت السلم.
فإذا كان الولد في رابعة ابتدائي يقول هكذا فماذا يكون حين يكبر؟! إنه إذا كان التلفزيون موجوداً في البيت وستضطر إلى فتحه للطفل فافتح له برنامج أطفال، وافتح له نشرة أخبار، وافتح له مواضيع ثقافية، وافتح له برنامجاً عن عالم الحيوان، وحين يأتي وقت المسلسل لا تنظر أنت ولا هو، وعليه فإن الأولاد حين يتخرجون من الجامعة ستجدهم يقولون: التلفزيون عندنا برنامج أطفال أو نشرة أخبار.
لقد عاش لله أجدادنا من غير تلفزيون، ونستطيع أن نعيش بغير هذا الجهاز الخطير الذي يودي بحياة أبنائنا وأسلوب معيشتهم إلى خطر كبير.