ويذكر أيضاً أن سارقاً دخل منزل السيدة رابعة ليسرق، تلفت السارق يميناً وشمالاً، قال: ما هذا البيت النكد، لا يوجد فيه شيء يسرق، فنظر إليها وإذا هي تصلي، فلما انتهت من صلاتها نادته: تعال يا عبد الله، قال: أفي البيت أحد، قالت له: نعم، لا تخرج بيديك فارغتين، قال: وهل وجدت شيئاً ولم آخذه؟ قالت: لا، ادخل وتوضأ من هذا الإبريق وصل لله ركعتين، فنزلت هذه الكلمات على قلب الرجل كالصواعق، إنه لا يصلي، فذهب وتوضأ ووقف وصلى، فلما سجد أخذ يبكي، فقالت رابعة: وقف ببابي فما أعطيته شيئاً، ووقف ببابك فلا ترده خائباً، فهناك فرق بين أن تذهب عند شخص بخيل وتذهب عند شخص كريم.
ومثل ما تقدم ما حدث للصحابي الذي دخل على كسرى، فنظر إليه كسرى، وقال له: تمن يا أعرابي! أي أمنية وأنا أحققها لك، فقال له: أتمنى ألف دينار، قال: أعطوه ألف دينار، فقال حاشية كسرى: يا رجل! تمن عليه فهو كسرى، أتتمنى عليه ألف دينار؟!! فقال: وهل هناك أكثر من الألف؟ سبحان الله الصحابي لا يعرف أن هناك أكثر من ألف، لكنه في حسابات الآخرة من أصحاب الملايين.