والزوجة الصالحة هي أعظم نعمة ينعم الله بها على العبد بعد الإيمان بالله عز وجل، وهي التي فيها الشروط الأربعة، فيا ليت زوجتك تكون كذا، وإن لم تكن فيا رب اجعلها كذا، ونساؤنا كلهن كذا إن شاء الله وبالذات الحاضرين معنا الآن.
إن نظر إليها سرته، فهي ليست غاضبة، وإنما هي مبتسمة، وليست بلهاء، وليس عندها قصور في الفكر، وإنما هي مبتسمة؛ لأن هذا يشجع الزوج ويرفع حالته المعنوية، فيبدأ يعاملها معاملة جيدة، ويضعها فوق رأسه، فهو أصلاً إسلامه وإيمانه قليل، ولا يريد أحداً يشجعه على أن يرجع إلى الخلف.
وقد كان الطلبان الوحيدان كل يوم لكل الصحابيات - وما بلغنا أبداً في كتب السيرة ولا قرأنا أن واحدة من الصحابيات لما غضبت من زوجها قالت له ما لا يلذ ولا يطيب - أنها في الصباح تمسك زوجها من يده وتقول له: يا فلان! نستحلفك بالله ألا تدخل علينا حراماً؛ فإننا نصبر على حر الجوع ولا نصبر على حر جهنم يوم القيامة، هذا المطلب الأول، فقد كانت تشجع الرجل على أكل الحلال، وألا يمد يده إلى شبهة، وإذا رضيت عنك المرأة رضيت عنك الدنيا كلها.
ولا تنس أم زوجتك، فيجب أن تسترضيها، فإنها إن رضيت عنك فقد استتب الأمن في بيتك، فلا تناصبها العداء، فلست مثلها، ولو وضعتك في رأسها فلا تقل على الدنيا السلام.
ومصائبنا كلها من سوء معاملة الزوجات والأزواج، وليس معنى هذا أن الأزواج طيبون، فالطرفان متقاربان.
والمطلب الثاني للصحابية أنها كانت تأتي إلى زوجها بالليل وتقول له: يا فلان! ألك حاجة؟ أي: أتريد أن تأكل أو تشرب، فيقول: لا، جزاك الله خيراً، بارك الله فيك، فتقول: أتأذن لي أن أقوم لربي الليلة؟ ونحن نريد أن يكون في البيوت مودة ورحمة، ولا تأتي المودة ولا الرحمة إلا من ثمرة عمل طويل وصبر جميل، اللهم اجعلنا وإياهن من الصابرين والصابرات.