وسيدنا إبراهيم عليه السلام أحد أولي العزم من الرسل، والله قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وأولو العزم هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء الخمسة أولو العزم، فعند الحديث عنهم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام يقوى قلب الحبيب المصطفى، فكلهم قد ابتلوا وشردوا، واتهموا بالجنون والتخريف.
وكان عليه الصلاة والسلام بتواضعه يقول: (إنما مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فجمله وحسنه إلا موضع لبنة فيه، فجعل الناس يطوفون به ويقولون: ما أحسنه لولا هذه اللبنة) فالناس تطوف حول البيت وتقول: ما أجمل هذا البيت، ما أعظم هذا البيت، لو وضعت هذه اللبنة، قال: (فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين).
فهل هناك تواضع أكثر من هذا؟! مع أنه صلى الله عليه وسلم مهما تحدثنا عن عظمته فلن نبلغ ذرة من بحار ومحيطات فضل الله سبحانه على حبيبه صلى الله عليه وسلم.