وعتبة بعدما طلق زوجته السيدة رقية بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شتم الرسول صلى الله عليه وسلم عند الكعبة، فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (اللهم سلط عليه كلباً من كلابك)، فعندما سمع أبو لهب الدعوة كان لا يسير إلا وعتبة في يده، ويقول: إن دعوة محمد مستجابة.
ولما أراد إخوة عتبة أن يأخذوه معهم في رحلة إلى الشام، قال أبو لهب لهم: أعينكم على عتبة؛ فإن محمداً دعا عليه، ودعوة محمد مستجابة، لا يسير عتبة أمامكم ولا خلفكم ولا أيمنكم ولا أيسركم، وإنما سيروه وسطكم، واجعلوه ينام في وسطكم، فناموا وهو وسطهم، فقال أحدهم وكان آخر الشهر وهو في ظلام في الصحراء: أشعر أن أسداً يتشممنا.
فقال الذي بجانبه: اسكت، ما أظن أن الأسد يتشمم، وإنما الأسد يفترس.
فكأنه كان يبحث عن أحد حتى شم عتبة فأخذه وسحبه من بين أصحابه وأكله.
فيا ويل من يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو يسب دين الله عز وجل! فالذي يسب الدين والعياذ بالله فقد خرج من الملة وقد حبط عمله وصار مرتداً، وإن أراد التوبة فليجدد الإيمان، وليغتسل ولينطق بالشهادتين، وليصلي ركعتين بنية التوبة، وليعقد على زوجته من جديد، وليستأنف عمله فلقد حبط عمله.