وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأحد الأنصار وأحد بني عبد المطلب من المدينة ليأتيا بـ فاطمة وأم كلثوم، وكانت السيدة رقية مع زوجها عثمان بن عفان في الحبشة ساعة الهجرة، والسيدة زينب كانت ما تزال في عصمة زوجها أبي العاص بن الربيع الذي هو ابن خالتها، فأمه هي السيدة هالة أخت السيدة خديجة.
فالسيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة تبعتا من جاء من عند أبيهما ليأخذهما، فخرج عليهم الحويرث بن عبد قصي أحد صناديد قريش فنخس بعيرهما فوقعت السيدة فاطمة على الأرض وأصابها جروح وكدمات في جسدها رضي الله عنها، فكان صلى الله عليه وسلم يقول: (من لقي الحويرث بن عبد قصي فليقتله ولو وجده تحت الحجر الأسود).
وقد قتله علي بن أبي طالب في عام الفتح.
هاجرت السيدة فاطمة ولحقت بأبيها صلى الله عليه وسلم في المدينة، وقد كانت صغيرة؛ لأنها ولدت قبل البعثة بعشر سنوات.
فأول ما نزل الوحي على سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بإقرأ كانت السيدة فاطمة بنت عشر سنوات، وفي بعض الروايات: ثمان، وفي بعضها: ست.
من كرم الله عز وجل عليها أن كرم زوجها علياً، قال أنس بن مالك: بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، وصلى علي خلفه يوم الثلاثاء.
وهذا كرم ما بعده كرم.
والسيدة فاطمة كانت ترى كيف كانت قريش تعذب أباها، ورأت طلاق أختيها السيدة رقية والسيدة أم كلثوم من عتبة وعتيبة ابني أبي لهب، والعياذ بالله.