في الحكم إذا غبت طول الزمان، فلهذا رفعت من أغصاني الأشاير، ودقت في داراتي البشاير وأعلمت في المشاعر.
وقال فيّ الشاعر
للورد عندي محل ... ورتبة لا تمل
كل الرياحين جند ... وهو الأمير الأجل
إن جاء عزواً وتاهوا ... حتى إذا غاب ذلوا
وقال آخر
مليك الورد أضحى في جيوش ... من الأنهار في حلل بهية
فوافته الأزاهر طائعات ... لان الورد شوكته قوية
فقام النرجس على ساق، ورمى الورد منه بالأحداق، وقال لقد تجاوزت الحد يا ورد وزعمت أنك جمع في فرد، إن اعتقدت أن لك بحمرتك فخرة، فإنها منك فجرة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة، وكل ثوب ذي شهرة) .
وإن قلت أنك النافع في العلاج فكم لك في مهاج الطب من هاج، ألست الضار للمزكوم، المعطش المحرور الدماغ عند المشموم المضعف للباه، النائم بلا انتباه، أتغتر ببردك القشيب، وأنت الجالب للمشيب، فحفظ بالصمت حرمتك، وإلا كسرت بقائم سيفي شوكتك، ويكفيك قول ابن الرومي فيك.
يا مادح الورد لا ينفك من غلطه ... ألست تنظره في كف ملتقطه
كأنه صرم بغل حبيس سكرجه ... عند البراز وباقي الروث في وسطه
ولكن أنا القائم لله عز وجل في الدياجي على ساقي، الساهر طول الليل في عبادة ربي فلا تطرف أحداقي، وأنا مع ذلك المعد للحروب، المدعو عند تزاحم الكروب ألا ترى وسطي لا يزال مشدودا، وسيفي لا يبرح مجردا وأنا فريد الزمان في المحاسن والإحسان، ولهذا قال في كسرى أنو شروا ن النرجس ياقوت أصفر بين در أبيض على زمرد أخضر، وأنا المشبه بي عيون الملاح