المعروف في مهمات الأدواء بالصلاح، أنفع غاية النفع من داء الثعلب والصرع.
وقد روي في حديث رواية غير مقل ولا مفلس (شموا النرجس فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص لا يقطعها إلا شم النرجس) .
وفي أصلي قوة تلحم الجراحات العظيمة، وتنفع ذكر العنين وتجيد تقويمه وشمي ينفع من وجع الرأس والزكام البارد، وفي تحليل قوي لمن هو قاصد ودهني نافع لأوجاع العصب والأرحام، وأوجاع المثانة والأذن والصلب من الأورام، ولولا اشتهاري بالنفع من الجوى ما أكثر النحاة التمثيل بقولهم نرجس الدواء، ومن الدليل على صلاحي أن أبا نواس غفر له بأبيات قالها في امتداحي.
تأمل في رياض الأرض وانظر ... إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين فاخرات ... بأحداق كما الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك
وقال آخر
عيون إذا عاينتها كأنها ... دموع الندا وما فوق أجفانها ور
محاجرها بيض وأحدافها صفر ... وأجسامها خضر وأنفاسها عطر
وقد أحسن ابن الرومي حيث قال
فبينا فضلي على كل حال ... أيها المحتج للورد بزود محال
وذهب النرجس بالفض ... ل فانصف في المقال
لا تقاس الأعين النج ... ل بأصرام البغال
فقام الياسمين: وقال آمنت برب العالمين لقد تجبست يا جبس وأكثرك رجس نجس، وأنت قليل الحرمة، واسمك مشمول بالعجمة، وكيف تطلب الملك وأنت بعد قائم مشدود الوسط في الخدمة، رأسك لا يزال منكوس، وأنت المهيج للقيء المصدع من المحرورين للرؤوس، تسقط الجنين، ولا ترثي للحنين، أصفر من غير علة، مكسو أحقر حلة، ويكفيك بعض واصفيك.
أرى النرجس الغض الزكي مشمرا ... على ساقه في خدمة الورد قائم