فتصلَّبَ تصلُّبَ المُحِقّ. وتبرّأ منْ طينَةِ الرّقّ. فجُلْنا في مُخاصَمَةٍ. اتّصَلَتْ بمُلاكَمةٍ. وأفْضَتْ الى مُحاكمَةٍ. فلمّا أوضَحْنا للقاضي الصورَةَ. وتلَوْنا علَيْهِ السّورَةَ. قال: ألا إنّ منْ أنذرَ فقدْ أعْذرَ. ومنْ حذّرَ كمَنْ بشّرَ. ومَنْ بصّرَ فما قصّرَ. وإنّ فيما شرَحتُماهُ لَدَليلاً على أنّ هذا الغُلامَ قد نبّهَكَ فما ارْعَوَيْتَ. ونصَحَ لكَ فما وعَيْتَ. فاستُرْ داءَ بلَهِكَ واكْتُمْهُ. ولُمْ نفْسَكَ ولا تلُمْهُ. وحَذارِ منِ اعتِلاقِهِ. والطّمَعِ في استِرْقاقِهِ. فإنهُ حُرُّ الأديمِ. غيرُ معَرَّضٍ للتّقْويمِ. وقدْ كانَ أبوهُ أحْضَرَهُ أمْسِ. قُبَيْلَ أُفولِ الشّمسِ. واعْترَفَ بأنّهُ فرْعُهُ الذي أنْشاهُ. وأنْ لا وارِثَ لهُ سِواهُ. فقلْتُ للقاضي: أوَتَعْرِفُ أباهُ. أخْزاهُ اللهُ؟ فقال: وهلْ يُجهَلُ أبو زيْدٍ الذي جُرْحُهُ جُبارٌ. وعِندَ كلّ قاضٍ لهُ أخبارٌ وإخْبارٌ؟ فتحرّقْتُ