بحُسنِ عوْنِ القادِرِ الخَلاّقِ
ثم قال لهُ: أستودِعُكَ منْ هوَ نعْمَ الموْلى. وشمّرَ ذيلَهُ وولّى. فلبِثَ الغُلامُ في زَفيرٍ وعَويلٍ. ريثَما يقطَعُ مدى مِيلٍ. فلما استَفاقَ. وكفْكَفَ دمعَهُ المُهْراق. قال: أتدري لمَ أعوَلْتُ. وعَلامَ عوّلْتُ؟ فقلتُ: أظنّ فِراقَ موْلاكَ. هو الذي أبْكاكَ! فقال: إنّك لَفي وادٍ وأنا في وادٍ. ولكَمْ بينَ مُريدٍ ومُرادٍ. ثمّ أنشدَ:
لمْ أبْكِ واللهِ على إلْفٍ نزَحْ ... ولا على فوْتِ نَعيمٍ وفرَحْ
وإنّما مَدمَعُ أجْفاني سفَحْ ... على غَبيّ لحْظُهُ حينَ طمَحْ
ورّطَهُ حتى نعَنّى وافتَضَحْ ... وضيّعَ المنْقوشَةَ البيضَ الوَضَحْ
ويْكَ أمَا ناجَتْكَ هاتِيكَ المُلَحْ ... بأنّني حُرٌّ وبَيْعي لمْ يُبَحْ
إذ كان في يوسُفَ معنًى قد وضَحْ
قال: فتمثّلْتُ مَقالَهُ في مِرْآةِ المُداعِبِ. ومَعرِضِ المُلاعِبِ.