أعرض عليكم -في هذا الحديث- صورتين واقعيتين، صورة من حياتنا، وصورة من حياة المسلمين في الصدر الأول.
دخلت المستشفى من سنتين لعملية جراحية، فأعدوني للعملية بفحوص كثيرة أجروها؛ فحوص مجهرية وكيميائية مختلفة للدم، وصور شعاعية، وفحوص سريرية. فلما تيقنوا باحتمال الجسم للعملية استعد الطبيب، فغسل يديه وعقمهما ولبس القفازات المعقمة، وعقمت غرفة العمليات، وربطوا الجرح بالقماش المعقم، وأعطوني المضادات الحيوية (الأنتي بيوتيك) والبنسلين والستربتومايسين وأنواعاً أخرى من ذوات السين. وفي كل يوم يأتي الطبيب ليغير أربطة الجرح فيتخذ هذه الاحتياطات؛ خشية أن يتسرب جرثوم إلى الجرح فيفسده.
هذه الصورة الأولى، وليست جديدة عليكم، ففي كل يوم ترون أمثالها أو تسمعون به.
أما الصورة الثانية فلن آتي بها مما المستشفى بل من ساحة المعركة،