هل تذكرون حديثي الماضي؟ إن حديث اليوم موصول به؛ إنه باب آخر من أبواب الفقه، وهو -لو انتبهنا- باب آخر من أبواب التضامن الاجتماعي.
لما كنت في المحكمة جاءتنا امرأة عجوز تملك أكثر من ثلاثمئة ألف ليرة، وهي تريد أن توصي بثلثها، بمئة ألف ليرة. هل تتصورون فيم تريد أن تنفقها؟
في الجنازة التي يتقدمها الآس؛ مجموعة أوراق على شكل عمود طويل مربوط بالأشرطة الحريرية كما هي العادة في الشام، وعلب الحناء، وموسيقى (مزيكة) الإسعاف، وفريق المولوية، وأمثال هذه الترهات والبدع التي لا يستفيد منها الميت ولا ينتفع بها الأحياء، ثم على ولائم المآتم التي يُدعى إليها الأغنياء ويُطرد عنها الفقراء، ثم لأيام التعزية التي يُؤتى فيها بالقارئ فيقرأ القرآن في غرفة وحدَه، والناس لا يصغون إليه ولا يتدبرون ما يقرأ، بل يشتغلون بالاستقبال والوداع وتدوير القهوة وشرب الدخان، ثم بحفلات الخميس والأربعين، وأمثال هذا.
فقلت لها: يا خالة، هذه أمور لا ترضي الله وليس لك فيها ثواب، فلو وضعت هذا المال في موضعه؛ لمدرسة أو لمستشفى أو للفقراء من