اسمعوا يا عباد الله (3)
(قطعةٌ من حديث ...)
نشرت سنة 1929
- ...... الوَيْل لكَ يا هذا، ما تنفكّ تحدثني، وتعمى عن هذا الرجل يقتطع من أحاديثنا قطعاً، ولا أدري والله ما يصنع، غير أني خائف أن ينالنا بشرّ، وإني أراه يتربص بنا الدوائر. وليس بالرجل الحكيم من وثق بعدوه وركن إليه، وقد قالت الحكماء: ثلاث من ارتجاهنّ من ثلاث فهو أحمق: الماء من النار، والرزق من المخلوق، والنفع من العدوّ ... وإن مثلك -في هذا- كمثل المعارف والغراب، حين وثقن به فأهلكهن.
قال: وكيف كان ذلك؟
قال: زعموا أنه كان بمدينة كذا جماعة من المعارف (?)، وكان عليهنّ وزير منهنّ، وكنّ قد شَدَدْنَ وَكْرَهُنّ إلى شريعة ولغة (?) قائمتين على ضفّة نهر جارٍ، فَعِشْنَ فيه دهراً على خير ما عيشة، حتى نزل بهن -ذات يوم- غرابٌ جائع اسمه «رَوْجَة»، فشفقن عليه ورأفنَ به، فأطعمنه وسقينه، فلما شبع وروي رأى ما عندهن من الحب؛ فطمع بهن، فقام فيهن خطيباً فقال: