جلال معوض .. وزمن الورد (?)

من كلام العرب الحكيم قولهم: "زمن الورد"، ويضرب به المثل في الحسن والطيب، ذكر ذلك الثعالبي في كتابه ثمار القلوب في المضاف والمنسوب 644 وهو كتاب جيد يحوي معارف كثيرة وينبغي قراءته.

وقد ذكرنا بهذا الزمن الأستاذ جلال معوض رحمه الله في برنامج له ظريف قدمه خلال رمضان بإذاعة البرنامج العام اسمه "عصر من الغناء".

وقد أداره على أغاني أم كلثوم، وقد صار هذا التركيب "أغاني أم كلثوم" تركيبًا خالدًا على سمع الزمان، تسمعه فتشعر بالجلال والعزة والبهجة والبهاء تمامًا كما تسمع "أغاني أبي الفرج الأصبهاني"، و "إلياذة هوميروس"، و "كتاب سيبويه".

وإذا كان جلال معوض قد طوف مع أم كلثوم في مراحلها كلها، ففد وقفت أنا طويلا عند مرحلة "الخمسينات" لأني أرى أن صوت أم كلثوم في هذه المرحلة كان قد استحصد واستوى على سوقه، بعد أن تخلص من "السرسعَة" - وإن كانت محببة جدا- التي صاحبتها في الثلاثينات والأربعينات. صوت أم كلثوم في الخمسينات صوت مثقف رشيد، استولى على أصول النغم وخبر درجات المقامات، وأحسن الدخول والخروج، كصوت الشيخ مصطفى إسماعيل في الخمسينات أيضًا. ً

وفي تلك المرحلة هجرت أم كلثوم الطقاطيق وأغاني الأفلام، واتجهت إلى المطولات أو (المعلقات) من شعر فصيح، أو عامية راقية. وكان من حسن حظ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015