بقلم الربيع بن سليمان تلميذ الشافعي، وعليها خطة عام 265 هـ وهذا تاريخ مهم جداً في علم المخطوطات.
يقول الشيخ أحمد شاكر: "ومن أقوى الأدلة على عنايته بالصحة والضبط، أنه وضع كسرة تحت النون في كلمة "النذارة"، وهي كلمة نادرة لم أجدها في المعاجم إلا في القاموس، ونص على أنها عن الإمام الشافعي. وهي تؤيد ما ذهبت إليه من الثقة بالنسخة، وتدل على أن الربيع كان يتحرى نطق الشافعي ويكتب عنه عن بينة.
ومن الطرائف المناسبة هنا أني عرضت هذه الكلمة على أستاذنا الكبير العلاّمة أمير الشعراء على بك الجارم، فيما كنت أعرض عليه من عملي في الكتاب، فقال لي: "كأنك بهذه الكلمة جئت بتوقيع الشافعي على النسخة". وقد صدق حفظه الله".
ثم نعود إلى هذين الجانبين اللذين يُلتمس منهما عناية الجارم باللغة والنحو.
ففيما يتصل بالجانب الأول فقد كان لعلي الجارم أثر ظاهر في تأليف الكتاب المدرسي، الذي كان يقدم لطلبة المدارس في المرحلتين: الابتدائية والثانوية، ومن خلاله يتعلمون النحو والبلاغة والأدب. فكانت هذه الكتب التي اشترك في تأليفها مع نفر من كبار علماء عصره: المجمل في الأدب العربي، والمفصل في الأدب العربي، والبلاغة الواضحة، ثم ذلك الكتاب الجهير الصوت، الذائع الصيت "النحو الواضح": "وهي كتب بارعة في الشرح والتوضيح، وفي تقريب النحو وتيسيره، وقد أراحت مئات من المعلمين، ويسرت على ألوف من المتعلمين، وأزاحت عن هذا العلم سحباً من النفور والكراهية كانت تحيط به وتصد المتعلمين، ثم شاعت في البلاد العربية، وصارت كالمنهاج لتعليم النحو، وأحدث أسلوبها في الشرح والتأليف مدرسة، أخذ المعلمون يتبعونها ويؤلفون على مثالها، محاكين أو مقلدين.
والكتاب لمدرسي في ذلك الزمان كان يقوم عليه كبار الأدباء والشعراء،