النبوي، ونظماً فيه، وقد اخلص بعض قصائده للمديح والمولد، ثم جاءت الإِشارة إلى مدحه صلى الله عليه وسلم في أثناء قصائده الأخرى. فمن قصائد الطائفة الأولى: "الهمزية الشهيرة"، وجاءت على البحر الكامل:
ولد الهدى فالكائنات ضياء ... وفم الزمان تبسُّم وثناء
و"نهج البردة" وقد عارض بها قصيدة البوصيري، وهي من البحر البسيط، وأولها:
ريم على القاع بين البان والعلم ... أحل سفك دمي في الأشهر الحُرُم
وقصيدة "إلى عرفات الله"، وهي من البحر الطويل، ويقول فيها:
إلى عرفات الله يا خير زائر ... عليك سلام الله في عرفات
ثم أرجوزته في السيرة النبوية، التي جاءت في ديوانه: دول العرب وعظماء الإِسلام، وأولها:
محمد سلالة النبوهْ ... ابن الذبيج الطاهر الأبوهْ
ومن قصائد الطائفة الثانية قصيدة: "سلوا قلبي غداة سلا وتابا"، وهي من البحر الوافر، وفيها يقول:
أبا الزهراء قد جاوزت قدري ... بمدحك بيد أن لي انتسابا
وتقف من بين هذه القصائد، القصيدة الهمزية، عالية باذخة، وتقع في مائة وواحد وثلاثين بيتاً، وفي البيت الحادي والعشرين منها يقول:
والآي تترى والخوارق جمة ... جبريل رواح بها غداء
وفي كلمة "تترى" مبحث لغوي طريف، وذلك أن كثيراً من الناس - ولا أقول بعض الناس - يظنون هذه الكلمة "تترى" فعلاً مضارعاً، ويستعملونها في موضعه، ومنذ زمن بعيد كنت اسمع وأقرا هذا التخليط في تلك الكلمة، فلم أكن أعبأ به أو أقف عنده، للذي كان يغلب على ظني أن هذا مما يقع فيه الطلبة المبتدئون،