ثمانية مجلدات)، والبيان والتبيين (أربعة مجلدات)، والرسائل (أربعة مجلدات، تشتمل على 45 كتاباً ورسالة) والعثمانية، والبرصان والعرجان. ونشر الثاني: البخلاء بمقدمة نفيسة جداً عن النزعة الفنية عند الجاحظ، ثم أبرز الخصائص الفنية في كتاب البخلاء.
وبعد: فلم يبق إلا هذا الرجاء الصادق، أسوقه لزملائنا مدرِّسي العربية في كليات الجامعات ومعاهدها: أن يلتفتوا التفاتة جادة إلى أدب الجاحظ، وبخاصة ذلك الكتاب: البيان والتبيين، وأن يجعلوا من نصوصه نصيباً مفروضاً على تلاميذهم، فقد استقامت بهذا الكتاب ألسنة، وارتقت عليه أذواق، واستوت به ملكات، وكفانا إعراضاً وتجافياً عن موروثنا العظيم، وإنما يغفل الناس عن تراثهم بتلك الغشية التي تصيب الأمم في فترات ضعفها، فتذهل عن ماضيها، ثم لا تقنع بذلك الذهول حتى تضم إليه السخرية منه والتحقير له، وإنما يأتي ذلك كله من الاستخذاء والشعور بالدونية والقهر والغلبة والمسخ والتشويه. وربنا كاشف كل كرب وبلية.
* * *