الكتاب الجامعي، أما الجوانب المضيئة لذلك الأستاذ فهي مدخرة ومصونة ليوم تشخص فيه الأبصار، وهو يوم المؤتمرات والندوات والحلقات.

إن الجامعة ينبغي أن تتدخل - ممثلة في عمداء الكليات وروؤساء الأقسام، بالنظر في المادة التي يضمها الكتاب الجامعي، وفي الصورة التي يخرج بها ذلك الكتاب، وفي هذا الطريق ينبغي أن يكون لرؤساء الأقسام الهيمنة الكاملة على ما يقدم للطلبة، وليس فقط النظر في تلك الأعمال الإدارية النمطية المعروفة، ولا يعتصمن أحد بكرامة الأستاذ الجامعي، وهيبة الأستاذ الجامعي، فهذه الكرامة وتلك الهيبة تثبتان للأستاذ ما لزم الجادة واستوى على الطريق، فإذا زاغ أو مال سقطت الكرامة وضاعت الهيبة، على ما قال القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني:

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما

إن الهيبة التي تمنحها الجامعة للأستاذ ليست حقاً إلهيا لا ينازع صاحبه فيه ولا يغلب عليه، إن الهيبة الجامعية تبقى ما بقيت دواعيها، فإذا سقطت الدواعي تبعتها الهيبة، على ما قال ابن زريق في عينيته الشهيرة:

أعطيت ملكاً فلم تحسن سياسته ... وكل من لا يسوس الملك يخلعه

والسعيد من عصمه الله.

وعوداً على بدء أقول: إن الطالب هو أساس العمل الجامعي كله، فهو قطب الرحى وعمود الصورة، فيجب أن نحتشد له؛ تأليفاً ومحاضرات، وأن يكون هو المقصد والغاية، ثم يكون حظ الأستاذ من التقدير والترقية والاحترام قائماً على ما يقدمه للطالب ورفعة شأنه.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015