وأضعف الروايات الرواية الثالثة، أما الأخريان فهما من أزكى الكلام وأشرفه، وأعلاهما عندي الرواية الثانية؛ لأن فيها صريح الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان سبباً لنجاة أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام؛ ولأن الشطر الثاني فسر «مكتتماً» في الأول، فضلًا عما في البيت من إحكام الصنعة الشعرية وتوهجها، وتأمل مرة أخرى «أنت» كيف جاءت في البيت كالمنارة، مضيئة عالية، ومجيئها بعد الجار والمجرور وقبل الاستفهام يحمل القارئ والسامع على أن يقف عندها هنيهة، يندي لسانه ويرهف سمعه تشريفاً وإجلالًا للممدوح صلى الله عليه وسلم.

وبعد: فهذه قصيدة العباس بن عبد المطلب، عم المصطفى صلى الله عليه وسلم، في مديحه وتعظيمه، أرجو أن أكون قد وفقت في تحقيقها وجلائها، ولفت الأنظار إليها.

وبأبي أنت وأمي يا رسول الله! .

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015