ولو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرَّتِ

(يقال: أجْررت الفصيل: إذا شَقْقت لسانه لئلا يرضع).

وروى الجاحظ في الحيوان 5/ 180: «قيل لرجل: أبوك ذاك الذي مات جوعاً؟ قال: فوجد شيئًا فلم يأكله؟ ».

والشكر بعد ذلك كل الشكر للأستاذ الدكتور عبد العظيم أنيس، فهو الذي استخرج هذا الكلام من مجثمه، أحسن الله إليه، وأطال في عمره. لكن لي إليه رجاء:

أن يعتمد التاريخ الهجري في ذكر الأحداث والأعلام العربية؛ لأن مراجعنا التاريخية كلها (التاريخ العام والطبقات والحوليات) ثم أصول علمنا كلها منزلة على ذلك التاريخ الذي لا تاريخ لنا غيره. وكنا على عهد قريب نلتزم بذكر التاريخ الهجري وبعده الميلادي: على سبورة الفصل، وفي رأس الجريدة، وعلى غلاف الكتاب المطبوع، وفي الشهادات الرسمية، وبراءة الأوسمة. بل إننا كنا نلتزم بذكر التاريخ الهجري فقط، وإذا دخلت جامعة القاهرة، ووقفت أمام المبنى الرئيسي، قرأت هذه العبارة:

«وضع الحجر الأساسي للجامعة في حفل من وجوه الدولة وأعلام الأمة في يوم الثلاثاء لخمس عشرة خلت من شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف للهجرة».

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015