الأصفر. وهذه الطبعة من منشورات دار القلم بدمشق، والدار الشامية ببيروت.

الطبعة الأولى 1412 هـ = 1992 م.

هذا ولن تزول حيرتي، ولن ينقضي عجبي من حديث «الكتب الصفراء» الحط (?) عليها، إلا إذا جاءني كاتب بكلام محدد مبين موثق، بأسماء هذه الكتب الصفراء، والفنون التي عالجتها والدلالة على مواضع الذم منها، وليس لي إلا شرط واحد: أن يرفق بي الكاتب، فلا يَهجم بي على دهاليز المنهجية والموضوعية والإشكالية، وحركة التاريخ، والحتمية الحضارية، وأن يأتيني الكلام واضحاً قاطعاً، لا ترى فيه عوجاً ولأا أمتاً؛ فإن كثيراً مما نقرأه ونسمعه في هذه الأيام مما ينطبق عليه قول ذلك الأعرابي وقد حضر مجلس الأخفش فسمع كلاماً لم يفهمه، فحار وعجب، فقال له الأخفش: ما تسمع يا أخا العرب؟ فقال: «أراكم تتكلمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا» ... نعم إن كثيراً مما نقرأه ونسمعه الآن مما يدبر الرأس ويجعل الأعلى أسفل والأسفل أعلى، وكأنك في مدينة ملاهٍ، أمام تلك الصناديق التي يجلس فيها الصغار: تعلو بهم ثم تهبط، ثم تعلو ثم تهبط، إلى أن يدركهم الدُّوار، أو يُنزل الله عليهم النعاس أمنة منه ... والملجأ الله.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015