محمد مرسي الخولي .. والبنيان الذي تهدم (?)

جاء نعيه من القاهرة، فلفَّني حزن أسود كثيب، وغشي نفسي ما غشاها، ثم استرجعت وسألت ربي أن يُذهب عني ما أجد، من الجزع المردي، والأسى الماحق؛ فإن فقد الأحباب مما يكوي الفؤاد، ويهد النفس هدّاً! وسبحان من تفرد بالبقاء.

لقد كان محمد مرسي الخولي آخر حارس من حراس معهد المخطوطات، هذا الصرح الشامخ الباذخ، الذي قدم للتراث الإسلامي والعربي الكثير.

إن من أوجب الواجبات أن يكتب تاريخ هذا المعهد، الذي صان التراث وجمعه وحفظه، وإنه من حق الأجيال أن تعرف تاريخ أبنائها الأبرار، الذين عرفوا لتراثهم حقه من الإجلال والتكرمة.

نعم من حق الأجيال أن تعرف ماذا صنع: أحمد أمين، ويوسف العش، ومحمد بن تاويت الطنجي، وصلاح الدين المنجد، وعبد الحليم النجار، وخليل عساكر، وعبد العزيز الأهواني، وفؤاد سيد، ورشاد عبد المطلب، وحمد الجاسر، وخير الدين الزركلي، ثم عبد الفتاح الحلو، ومحمد مرسي الخولي. رحم الله من مضى، وأطال عمر من بقي، وعسى ألا يكون سقط علي من أسماء هؤلاء الرواد أحد؛ فإني أتكلم عن هؤلاء الذين عملوا في دائرة معهد المخطوطات، وظيفة فيه، أو قرباً منه، أو دعماً له.

لقد أنشئ معهد المخطوطات، منذ نحو خمسة وثلاثين عاماً، تابعاً للإدارة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015