فهي منفعه بين إثمين. أو منفعة محاطة بالإثم. هذا في الخمر. يقابلها المرحلة المدنية الأولى وهي جانب من قصص القرآن عن بني إسرائيل وتعدّيهم على حدود الله، وأكلهم الربا وقد نهوا عنه {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ} سورة النساء160
هذه هي الآية الأولى في المدينة وواضح ذكرها للربا بما يفيد التحريم على بني إسرائيل
المرحلة الثانية في المدينة.
فى الخمر جاء قوله تعالى {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}
كان يمكن لغير الصحابة أن يقولوا إن النهي في الآية عن الصلاة وهم سكارى، ولكنهم - رضي الله عنهم - فهموا أن النهي عن الخمر احتراما لأوقات الصلاة، فامتنعوا عن الخمر من الفجر إلى العشاء.
وأكثرهم كان يصلي بالليل هذا في الخمر في المدينة.
الخمر حرام في وقت الصلاة يعنى من الفجر إلى العشاء.
وفي موضوع الربا بالمدينة جاء قوله تعالى .. {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)} سورة آل عمران مدنية
هذه هي المرحلة الثانية في المدينة. وهي تحرِّم الربا إذا كان أضعافا مضاعقة. ونلاحظ أنها ليست المرحلة الأخيرة. إننا يجب أن نجمع كل آيات القرآن في الموضوع حتى لا نقول {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} ونسكت. ولكن نقول {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}
أمّا المرحلة الأخيرة في موضوع الخمر {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} سورة المائدة 90
هذه هي المرحلة الثالثة في المدينة والرابعة للموضوع. وهي المرحلة الأخيرة. وختامها {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قالوا انتهينا يا رب.