للشيخ محمود غريب
مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية
القرآن عندما يتحدث عن التقوى يذكر أسبابها، وممّا ذكره القرآن مرتين في سبب التقوى تحريم أكل الربا.
أذكر أولا آية آل عمران {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)} سورة آل عمران
قال الذين يريدون الفرار من شرع الله إن القرآن حرّم ربا الأضعاف - الربا المركب - ولم يحرم الربا البسيط الذي يتعامل الناس به في حياتنا - هذا زعمهم.
ومن هنا لا بد أن أبيّن معنى الربا في الآية الكريمة وأبين مراحل تحريمه.
ذكر الاستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز في محاضرات أَلقاها في فرنسا إن الإسلام حرّم الربا على مراحل أربعة كما حرّم الخمر على مثل هذه المراحل، وهذا ما يتفق مع منهج الإسلام في التشريع
في مكة
ذكر القرآن الخمر والربا في مكة من غير أن يذكر حكمها، لم يذكر ما يبين التحريم قال في الخمر {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} سورة النحل 67
وقال في مكة عن الربا .. {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} سورة الروم 39
هذا في مكة .. أما في المدينة حيث بدأ التشريع نزل تحريم الخمر والربا على مراحل ثلاث
الآية الأولى في الخمر في المدينة.
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} سورة البقرة 219