والمرحلة الأخيرة في الربا هي المرحلة الثالثة في المدينة وفيها جاء التحريم لكل ما يطلق عليه كلمة ربا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)}
هذه كلمة الله الأخيرة في موضوع الربا. وهي تحريم كل زيادة مشروطه في العقد سواء كانت (أضعافا مضاعفة) أو من الربا البسيط.
يعنى كلّ زيادة مشروطة حرام.
هكذا أطال الله في عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ} سورة المائدة وقول العلماء: كلّ قرض جرَّ نفعا فهو ربا - أي جرّ نفعا مشروطا لأن اللغة العربية لغة الحذف.
تمت مراحل التحريم الثلاثة في الشقيقتين الخمر والربا، وعلى المسلم أن يعلم في الربا أمرين.
يعلم أن مراحل تحريم الربا (أضعافا مضاعفة) ليست كلمة السماء الأخيرة، الكلمة الأخيرة هي قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)}
بقي أن تعرف الربا الذى حرّمته المرحلة الثالثة (إنه زيادة مشروطة في العقد). ليس كل زيادة ربا. لا بد أَن تكون الزيادة مشروطة في العقد. سواء كان الشرط كتابة أو غير كتابة.
سبق أن نشرت هذا في مقال عن (القرض الحسن) بين الثواب والمنفعة. إذا اقترض أحدهم مبلغا قرضا حسنا ثم سافر وعمل وربح، وعند عودته لوطنه اشترى هدية للمقرض وهذه سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا حُرمة ولا ربًا.
الرسول - صلى الله عليه وسلم - اقترض ناقة وعند السداد قدّم ناقة أفضل منها. فقال المسئول عن السداد ما هكذا الناقة التي أخذتها يا رسول الله.
قال: أولست خير من وفى؟
فالربا الأضعاف مرحلة من مراحل التحريم وليست كلمة الله الأخيرة. كلمة الله الأخيرة هي تحريم كل زيادة مشروطة في العقد.