وكانوا يخافون أن ترد عليهم حسناتهم أكثر مما يخافون أن يعذبهم الله بسيئاتهم.
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)} سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر
فهم يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ (خانفة) أن ترد عليهم ولا يقبلها الله ...
هذا ما يتعلق بأبناء آدم - أما يتعلق بالله سبحانه وتعالى في حدود علمنا فهو أن لله - سبحانه وتعالى صفات جمال وصفات جلال
ومن صفات الجمال أنه غفور رحيم وقد ذكر القرآن صفات المغفرة في (228) آية فإذا لم يخلق ربنّا - سبحانه وتعالى - من يسفك الدماء ويفسد في الأرض، تعطلت صفات الجمال.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» رواه مسلم (2749). وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد ..
إن الملائكة لا علم لهم إلا ما علمهم الله، وما خطر في نفوسهم أمر مباح لنا ولهم، والله لا يؤاخذ على خواطر السوء إلا في الحرم الشريف. والمغفرة صفة من صفات الجمال، والكريم يحب أن يعطي، ولسنا بالذين يستطيعون إدراك حكمة الله ولكننا ندرك أنه حكيم.
{إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
{فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}
وحتى نلتقي إن شاء الله.