وفريق آخر من العلماء لا يمانع في تعريف النية بالقصد والعزم إلاّ أنّه لا يرى أنَّ القصد والعزم قسمان للنيّة، بل قسيمان (?) لها، وتعريفها بهما من باب "التوسع في الاستعمال، فإنَّ النية والعزم والقصد متقاربة المعاني" (?).
وقد جعل القرافي النية والقصد والعزم والمشيئة ... من أقسام الإرادة (?)، وممن قال بذلك النووي فهو يقول: "الِإرادة والنية والعزم متقاربة، فيقام بعضها مقام بعض مجازا" (?).
وقد رفض الكرماني (?) -رحمه الله- تعريف النية بالعزم، فقد نقل في شرحه لصحيح البخاري تعريف الِإمام النووي للنية: "والنية هي القصد وعزيمة االقلب"، ثم قال: "أقول ليس هو عزيمة للقلب"، وحجته ما قرره المتكلمون من أنَّ "القصد إلى الفعل هو ما نجده في أنفسنا حال الإيجاد، والعزم قد يتقدم عليه، ويقبل الشدَّة والضعف، بخلاف القصد" (?). والذي دعا الكرماني إلى رفض تعريف النية بالعزم أمران كما هو واضح من كلامه:
الأول: أنَّ النيَّة يجب أن تقارن الفعل، ولا يجوز أن تتقدم عليه، والعزم قد يكون مقارنا، وقد يتقدم على الفعل.
الثاني: أنَّ عزيمة القلب قدر زائد على أصل القصد.