ومعاداتهم ومحبة أولياء الله المؤمنين وموالاتهم، عملا بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، والله المستعان. (?)

------------

إطلاق كلِمَةَ "أخي" على غير المسلمين:

إنَّ الواجبَ على المسلم المستقيم العقيدة الحَذَرُ من إطلاقِ كَلِمَةِ أَخِي على غَيْرِ المسلمين، من الكُفَّار والمُشْرِكينَ والمُلْحِدينَ، لغير حاجةٍ من تأليفٍ لِقُلوبِهم على الإسلام، أو اتقاءٍ لِشَرِّهم، فإنَّ كثرةَ إطلاقِ كَلِمَةِ "أخ" عليْهِم قد تُؤَدِّي إلى مَيْلِ قَلْبِ المؤمن لهم ومودتهم وعدم بغضهم، ومودةُ الكفار تَقْدَحُ في إيمان العبد، قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}

وقال تعالى حاكيًا عن نبيّه نوح - عليه السلام -: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود:45].

قال العلامة ابْنُ بازٍ في "مجموع فتاوى ومقالات ابن باز":الكافِرُ ليس أخًا لِلْمُسْلِمِ، والله سبحانه يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم أخو المسلم» فَلَيْسَ الكافرُ: يهوديًّا أو نصرانيًّا أو وثنيًّا أو مجوسيًّا أو شيوعيًّا أو غيرهم - أخًا لِلمسلم، ولا يجوز اتِّخاذُه صاحبًا وصديقًا، لكن إذا أكل معه بَعْضَ الأحيان - من غير أن يتخذه صاحبًا أو صديقًا إنما قد يقع ذلك في وليمة عامة أو وليمة عارضة - فلا حرج في ذلك، أما اتِّخاذه صاحبًا وجليسًا وأكيلا فلا يجوز، لأن الله قَطَعَ بين المسلمين وبين الكفَّارِ الموالاةَ والمحبَّةَ، قال سبحانه في كتابه العظيم: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَأَىءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4] وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015