ويحدد بوردو أن ثمة فكرتين أساسيتين في الخير المشترك هما فكرتا: النظام والعدالة. (?)
الخير في الإسلام:
تكررت لفظة الخير في القرآن معرفة بأل في تسعة مواضع، ومنكرة في مئة وتسعة مواضع، ولها استعمالات عدة، بيد أن الاستعمال المقابل للخير في الفكر الغربي هو الخير بمفهومه العام، وهو مأمور به شرعاً في الأقوال كما في قول الله - تعالى -: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ) [آل عمران:104] ومأمور به في الأفعال في قول الله - تعالى -: (وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77].
وتعريفات العلماء للخير تجمع بين الحظين الدنيوي والأخروي؛ خلافاً للفكر المادي الغربي المضطرب في تعريف الخير ومفهومه، مما أدى إلى عدم القدرة على تطبيقه في كثير من الأحيان، فضلاً عن إلزام الناس به.
قال الطبري - رحمه الله تعالى -:وَالْخَيْرُ: هُوَ الْعَمَلُ الَّذِي يَرْضَاهُ اللَّهُ. (?)
وقال ابن عاشور - رحمه الله تعالى -:وَالْخَيْرُ: هُوَ مَا وَصَفَهُ الدِّينُ بِالْحُسْنِ وَوَعَدَ عَلَى فِعْلِهِ بِالثَّوَابِ. وَمعنى تَجِدُوهُ تَجدوا جَزَاءَهُ وَثَوَابَهُ، وَهُوَ الَّذِي قَصَدَهُ فَاعِلُهُ، فَكَأَنَّهُ وَجَدَ نَفْسَ الَّذِي قَدَّمَهُ، وَهَذَا اسْتِعْمَالٌ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ أَنْ يُعَبَّرَ عَنْ عِوَضِ الشَّيْءِ وَجَزَائِهِ بَاسْمِ الْمُعَوَّضِ عَنْهُ وَالْمُجَازَى بِهِ. (?)
وذكر الراغب قسمته إلى ضربين:
1 - خير مطلق، وهو أن يكون مرغوباً فيه بكل حال.
2 - وخير وشر مقيدان، وهو أن يكون خيراً لواحد شراً لآخر؛ كالمال الذي ربما يكون خيراً لزيد وشراً لعمرو؛ ولذلك وصفه الله - تعالى - بالأمرين. (?)
والمسلم يوقن أن الخير المطلق والشامل للدنيا والآخرة هو في اتباع الشريعة الربانية، وأن الخير ينقص في البشرية بقدر ما فيهم من نقص في اتباع الشريعة، بيد أن الفكر المادي