أولاً: الفرحة بزوال الظلم والظلمة بغير رجعة والتلذذ بنعمة العدل، وأول هذه المراحل أن المرء يمشي في الشوارع لا يخاف من المخبرين ولا أن يكتب فيه أحد ولا أحد يرفع فيه تقرير، وذهبت هيبة هؤلاء الظلمة من قلبه .. يا له من شعور، ويا لها من لذة. أسال الله أن لا يحرمها أي مسلم على وجه الأرض.
ثانياً: الشعور بلذة المشاركة في تغيير الواقع السيئ والمدمر، ويشعر الفرد أنه يشارك في إدخال البسمة على كل شعب بلده .. كم هي الفرحة والجميع يشعر أنهم صناع الحرية المنشودة والعدل والطمأنينة ورغد العيش في بلده، وأصبح كل فرد يشعر أنه يشارك في تنمية بلده بعد أن عاش مهمشاً طول عمره ليس له أي ناقة أو جمل فيما يحدث في بلده داخليا وخارجيا.
ثالثاً: الفرحة والنشوة وهو يشعر أنه يناضل من أجل إقامة العدل والسعادة، وهو أمر يمليه عليه فطرته السليمة ودينه وشرعه .. تجده يشعر بالنشوة واللذة وهو يقف الساعات الطوال، النشوة وهو يصرخ بأعلى صوته بزوال الظلم وإقامة العدل، يشعر بالنشوة واللذة وهو يطعم إخوانه ويسقي الناس ويعين الضعيف ويتحدث ويضحك ويسامر إخوانه.
رابعاً: الفرحة والنشوة وهو يشعر بأنه مجاهد ومرابط ويؤجر على دفاعه عن حريته وعن العدل الذي أصبح بين يديه وملكا له .. يشعر باللذة وهو يرابط الساعات في التصدي للمجرمين الذين يريدون أن يسرقوا فرحة الشعب بحريته وزوال الفراعين وزبانيتهم، كم هي فرحته وهو يرمي بحجر ضد مجرم يريد أن يؤذي هؤلاء الأحرار، كم هي فرحته وكم هي اللذة وهو يجرح والدم يسيل عليه، كم هو لذيذ أن يشعر الإنسان بأنه بطل وشجاع وله كرامة يدافع عنها، كم هي حسرة الشعوب التي فقدت هذه المشاعر.
خامساً: كم هو جميل الشعور بالألفة والأخوة والترابط والتراحم بين المجتمع الواحد، لم يمر على شعب مصر وتونس وغيرهما وقت تكاتف فيه الشعب بكل أطيافه ضد هدف واحد مشترك، هدف مشروع، وهو إقامة العدل والكرامة لكل الشعب، كم هو لذيذ هذا الشعور الذي نقرأه في كتاب ربنا {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ