المبحث الحادي عشر نسائم الحرية وارتباطها بالصحة النفسية والإيمانية

المبحث الحادي عشر

نسائم الحرية وارتباطها بالصحة النفسية والإيمانية

القلق، التوتر، عدم الشعور بالاطمئنان والأمان، أحاسيس مرارة الضيم والتهميش، الخوف المفرط من الغد بل والمستقبل .. كلها مشاعر نفسية مرضية تنمو وتترعرع في بيئات القهر وكبت الحريات، خاصة مع ذوي الإحساس المرهف أو الفكر الراقي أو ومن عاشوا فترة في بيئات أخرى أكثر شفافية وانفتاحا وتمتعا بتعديدية فكرية.

إن نسائم الحرية مرتبطة أشد الارتباط بصحة الفرد النفسية والإيمانية، وهذا واضح بجلاء من تعريف المختصين لمفهوم الصحة النفسية حيث يقولون أنها حالة من السواء النفسي في العقل والوجدان والحركة والتوافق مع العالم الداخلي والخارجي.

وهناك قائمة من الصفات التي تستتبعها أجواء الصحة النفسية أو السلوك السليم كالإحساس بالسعادة النفسية والكفاية، ووجود هدف ومعنى للحياة، والقدرة على تحقيق الذات، مع صورة جيدة للذات وقدرة على توظيف الإمكانيات الفردية.

ويستتبع ذلك بالطبع العمل بإنتاجية، وإثمار ومساهمة في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، مع مقاومة الضغوط، والقدرة علي معالجة نتائجها السلبية دون مساس بتكامل الشخصية. هذا فضلا عن الوعي بالذات، والإدراك الجيد غير المشوه للواقع، بما في ذلك الوعي الواقعي بالإمكانات الشخصية والقدرات الذاتية، والإحساس بمشاعر الآخرين ودوافعهم، وحاجاتهم.

إن الأمن من أهم الاحتياجات النفسية والاجتماعية للمواطن (بعد الحاجات الفسيولوجية)،والأمن أيضا حاجة سياسية واقتصادية للوطن، والاستقرار الأمني ضروري لتحقيق التنمية الشاملة للمواطن والوطن.

وعن تأثير الانتفاضة على معالم القهر والكبت، يحدثنا «د. نصر بن يحيى الحنيني» عن العديد من المشاعر الرائعة التي تنتاب الفرد، وهي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015