إن الحال الأولى هي حال الشقي المنكود الضال عن طريق اللّه، المحروم من هداه، الذي يصطدم بنواميسه ومخلوقاته، لأنه يعترضها في سيره، ويتخذ له مسارا غير مسارها، وطريقا غير طريقها، فهو أبدا في تعثر، وأبدا في عناء، وأبدا في ضلال.

والحال الثانية هي حال السعيد المجدود المهتدي إلى اللّه، الممتع بهداه، الذي يسير وفق نواميسه في الطريق اللاحب المعمور، الذي يسلكه موكب الإيمان والحمد والتمجيد. وهو موكب هذا الوجود كله بما فيه من أحياء وأشياء.

إن حياة الإيمان هي اليسر والاستقامة والقصد. وحياة الكفر هي العسر والتعثر والضلال. فأيهما أهدى؟ وهل الأمر في حاجة إلى جواب؟ إنما هو سؤال التقرير والإيجاب! ويتوارى السؤال والجواب ليتراءى للقلب هذا المشهد الحي الشاخص المتحرك .. مشهد جماعة يمشون على وجوههم، أو يتعثرون وينكبون على وجوههم لا هدف لهم ولا طريق. ومشهد جماعة أخرى تسير مرتفعة الهامات، مستقيمة الخطوات، في طريق مستقيم، لهدف مرسوم. (?)

وفي هذا الكتاب كثير من هذه المفارق، ومن العسير حصرها، وهي مشروحة بشكل واضح ... قال تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد:19]

أسأل الله تعالى أن ينفع به جامعه وقارئه وناشره والدالُّ عليه في الدارين.

الباحث في القرآن والسنة

علي بن نايف الشحود

في 18 شوال 1431 هـ الموافق ل 27/ 9/2010 م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015