ابن الجوزى «المنتظم»، ومعلوماته عن تاريخ العراق والخلافة العباسية وثيقة وهامة، غير أن كتابه للأسف من الكتب المفقودة، ولم يبق منه إلا هذه الشذرات القليلة التي نقلها عنه ابن واصل في مفرج الكروب، وشذرات أخرى نقلها سبط ابن الجوزى في «مرآة الزمان» وابن تغرى بردى في «النجوم الزاهرة» وغيرهما من المؤرخين اللاحقين.

أما العماد الأصفهانى فكان قد انتهى من التاريخ لعصر صلاح الدين في كتابه الفذ «البرق الشامى» وعليه اعتمد الأغلبية العظمى من مؤرخى العصر الأيوبى ومن بينهم ابن واصل، ثم ظل العماد بعد وفاة صلاح الدين على صلة وثيقة بأبنائه وأخيه العادل ورجال دولته، وألف للتأريخ للسنوات السبع التي عاشها بعد ذلك (توفى 957 هـ‍) ثلاث رسائل هى: «العتبى والعقبى» و «ونحلة الرحلة» و «خطفة البارق وعطفة الشارق»، وكلها - رغم أهميتها القصوى - مفقودة، وإن كان أبو شامة قد لخصها تلخيصا موجزا جدا في الصفحات الأخيرة من الجزء الثانى من كتابه «الروضتين في أخبار الدولتين»، إلا أن ابن واصل ينقل في هذا الجزء فقرات كثيرة وهامة جدا من هذه الرسائل، ومما يزيد في أهمية هذه النقول أنها لا توجد في الروضتين أو في أي مرجع آخر من المراجع التي أرخت للأيوبيين.

وبوفاة العماد في سنة 597 هـ‍ يصبح «الكامل في التاريخ» لعز الدين ابن الأثير عمدة ابن واصل ومرجعه الأول، كما أنه ينقل أحيانا - - عند التأريخ للأتابكة - عن كتابه الآخر «الباهر».

كذلك رجع ابن واصل في هذا الجزء إلى مجموعة رسائل ضياء الدين ابن الأثير ونقل الكثير من هذه الرسائل التي تلقى أضواء جديدة على قصة الصراع بين أولاد صلاح الدين، ولا غرو فقد كان ضياء الدين وزيرا للأفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015