والمؤلف يؤرخ في هذا الجزء تأريخا شاملا لمنطقة الشرق الأدنى العربى خلال هذا الربع قرن، فيشير إلى الأحداث في اليمن وإلى ولاتها من بنى أيوب، ويتتبع الصراع الذى كان لا يزال قائما ومستمرا بين الأيوبيين وبقايا الصليبيين في الشام، بل إنه يرصد تحركاتهم خارج العالم الإسلامى فيشير إشارة سريعة إلى الحملة الصليبية الرابعة التي اتجهت إلى القسطنطينية (?) واستولت عليها، وهو يعنى كذلك بالتأريخ للدول الإسلامية المجاوة وحكامها والعلاقات بينها وبين بنى أيوب، وبخاصة الخلافة العباسية، ودولتى الأتابكة وسلاجقة الروم.

(2)

وابن واصل وإن كان قد عاش بعض سنوات هذه الحقبة التي يؤرخ لها هذا الجزء والتي تبدأ بسنة 590 وتنتهى بسنة 615 هـ‍ إلا أننا لا نعتبره معاصرا لها. فقد ولد سنة 64، وكان قد بلغ الحادية عشرة من عمره في نهاية هذه الحقبة، وهى سن لا تؤهله لإدراك الحوادث إدراكا صحيحا، ولهذا فهو لا زال ينقل عمن سبقه من المؤرخين، وهو في هذا الجزء ينقل بصفة خاصة عن المؤرخين الآتية أسماؤهم:

- ابن القادسى

- العماد الأصفهانى

- عز الدين بن الأثير

- ضياء الدين بن الأثير

ونقوله عن هؤلاء لها أهمية كبرى فإن ابن القادسى مؤرخ عراقى عاش في أواخر القرن السادس الهجرى وأدرك القرن السابع، وكتابه في التاريخ ذيّل به على تاريخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015