وذكر عماد الدين الكاتب أن مفارقة سعد الدين لسيف الدين كانت برضى سيف الدين، وأنه استأذنه في الوصول إلى الشام، فأذن له فيه، ولم يكن إذ ذاك علم سيف الدين بوفاة عمه، وإنما علم سيف الدين مرضه وكتمه، [172] فلما فارق سعد الدين سيف الدين، وسار مرحلتين، بلغته وفاة عمه نور الدين، فاعتمد السير مجدا، ونجا بماله، وندم سيف الدين على الرضا برحيله وسفره، وفرح بوفاة عمه نور الدين، وأظهر الفسق، وأمر بإعادة المكوس، وتظاهر بالمنكرات (?).

ذكر مسير الملك الصالح إلى حلب (?)

ولما (?) أشار سعد الدين على الأمراء بوصول الملك الصالح إلى حلب أجابوه إلى ذلك، وكان شمس الدين بن الداية - كما ذكرنا - بحلب، وله شيزر إقطاعا من نور الدين، وعنده أخوه سابق الدين عثمان، وإقطاعه تل باشر وقلعة جعبر؛ وبدر الدين حسن، وإقطاعه عين تاب وعزاز وغيرهما؛ وهؤلاء [أولاد الداية] (?) كانوا أكبر أمراء نور الدين؛ وكان أخوهم مجد الدين أبو بكر رضيع نور الدين، وربى معه ولزمه وتبعه إلى أن ملك الشام، وكان محكّما في أيامه، وتوفى أيام نور الدين - كما ذكرنا -.

وكان هؤلاء - لقربهم من نور الدين وعلو منزلتهم على غيرهم - لا يشكون أنهم هم الذين يقومون بتربية الملك الصالح، ويكون أمره إليهم، فكاتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015