ذكر إنكار
صلاح الدين على الأمراء بدمشق وهدنتهم للفرنج (?)
ولما سمع صلاح الدين - رحمه الله - أمر الهدنة أنكرها واستعظمها، فكتب إلى الأمراء بدمشق يقبّح عليهم ما فعلوه، ويبذل من نفسه قصد بلاد الفرنج ومقارعتهم، وإزعاجهم عن قصد شئ من بلاد الملك الصالح.
وكان مراده أن يصير له طريق إلى بلاد الشام، ليتملك البلاد؛ والأمراء [الشاميون] (?) إنما صالحوا الفرنج خوفا منه ومن سيف الدين غازى صاحب الموصل.
ذكر وصول
سعد الدين كمشتكين، واستبداده بتدبير الملك الصالح
كنا ذكرنا هرب الأمير سعد الدين كمشتكين الخادم النائب بقلعة الموصل لما بلغته وفاة نور الدين، فوصل إلى حلب، واجتمع بالأمير شمس الدين [على] بن الداية وإخوته، واستقر بينهم أن يسير إلى دمشق ويحضر الملك الصالح إلى حلب، فسار إليها، فأخرج إليه شمس الدين بن المقدّم عسكرا فنهبوه (?)، فعاد منهزما إلى حلب، فأخلف عليه شمس الدين بن الداية [عوض] ما أخذ منه، ثم جهّزه وسيّره [بعسكر] (4) إلى دمشق [ومعه كتب إلى الأمراء] (4)، فدخلها واجتمع [بالأمراء و] (?) بخدمة الملك الصالح.