(2)

وقد خرج هذا الجزء الثانى ضخما، فصفحاته (وتبلغ 545 صفحة) ضعف صفحات الجزء الأول، وذلك لأننى أردت أن يكون شاملا لعصر صلاح الدين كله من سنة 567 هـ‍ - وهى السنة التي توفى فيها نور الدين، وأصبح صلاح الدين مستقلا من الناحية الواقعية بحكم مصر - إلى سنة 589 هـ‍، وهى سنة وفاة صلاح الدين.

فهذا الجزء إذن تاريخ لصلاح الدين وجهوده الكبيرة التي بذلها لتكوين الجبهة الإسلامية المتحدة، وجهاده الأعظم ضد قوى الصليبيين الذى توّج أخيرا بانتصاره الحاسم الرائع في موقعة حطين، واسترداده البيت المقدس بعد أن ظل تحت حكم الصليبيين قرابة قرن من الزمان.

وهذا الجزء بمعنى آخر تأريخ لدولة صلاح الدين التي كانت تضم مصر والشام والجزيرة وبرقة واليمن وبلاد العرب، ثم هو تأريخ للبلاد المجاورة لهذه الدولة وما كان بين هذه وتلك من علاقات ود وصداقة، أو علاقات نزاع وتخاصم، فقد أفرد المؤلف فصولا للحديث عن بقايا البيت الأتابكى في حلب والموصل، ونزاع صلاح الدين مع أفراد هذا البيت في سبيل تكوين الجبهة الإسلامية الموحدة استعداد للجهاد الأعظم ضد العدو الأكبر، وفى هذا الجزء فصول أخرى عن اليمن، وحكامه من البيت الأيوبى، وأحواله الداخلية، وعلاقاته بمصر؛ وفصول أخرى عن محاولات تقى الدين عمر - ابن أخى صلاح الدين - وجنوده لفتح برقة ومدّ هذا الفتح في أقاليم المغرب المجاورة، وموقف صلاح الدين من هذا الفتح.

وفى هذا الجزء إشارات كثيرة إلى الخلافة العباسية وإلى العلاقات بينها وبين صلاح الدين، وما أصابها أحيانا - وخاصة في عهد الخليفة الناصر لدين الله - من فتور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015