أر فيهما إلا العواصم وبعض المدن الكبرى (?) وما بها من مساجد ومعاهد وآثار ومكتبات ومتاحف، ومع هذا فقد أفدت منها فوائد جمة.
وفى سنة 1955 حصلت على منحة دراسية من مؤسسة روكفلر الأمريكية، ورحلت في سبتمبر من تلك السنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فقضيت فيها وفى كندا ستة أشهر زرت فيها أهم الجامعات (?)، وخاصة تلك التي تعنى بدراسات الشرق الأدنى، أو تلك التي تضم مكتباتها مجموعات من المخطوطات العربية، وفى عودتى قضيت شهرا في لندن وباريس لزيارة مكتبة المتحف البريطانى والمكتبة الأهلية، وأشهد أننى أفدت من هذه الرحلة الثانية كذلك فوائد كثيرة.
ومع هذا لم تشغلنى هذه الأعمال العلمية أو هذه الرحلات عن ابن واصل ومفرج كروبه، فكنت أعود إليه كلما وجدت سانحة من وقت فراغى، بل لقد اصطحبت تجارب الطباعة لهذا الجزء الثانى معى إلى الولايات المتحدة، وصححت جزءا كبيرا منها اثناء مقامى في جامعتى ييل وبرنستون.
وبعد فإنى أسوق هذا الحديث عذرا للأصدقاء الكرام الذين استبطأوا إخراج هذا الجزء الثانى، وظنوا بى الظنون فحسبوا أننى انصرفت عنه أو تكاسلت عن العمل على إتمامه، فلعلهم يرضون، ولعلهم يغذرون.