الثياب غسل أوساخ الذنوب، ولا ذنب أوسخ (?) من تناول أموال المكوس، فلا تترك من يومنا هذا في بلد من بلادى مكسا ولا درهما تعلم أنه يؤخذ بغير حق إلا أسقطته، واكتب بذلك تواقيع تكون مخلدة في البلاد المذكورة، والتفت إلى الشيخ إسماعيل وقال له: مر أطاق ابن شمام المحالى من محبسه، ومر (?) بإعادة كل ما أخذ منه إليه واسترجاع أملاكه، [ففعل ذلك (?)] ولما عرف ابن شمام المحالى بذلك [160] اقترح بأن يجعل الذهب الذى أخذ منه في أطباق ويزفّ بالطبول والبوقات والمغنيين في الأسواق، ليعلم الناس كلهم ذلك، وقيل ذلك لنور الدين فأجابه إلى ملتمسه، وأن يخلع عليه؛ فلبس الخلعة، وزفّ المال بين يديه على ما اقترح.
قال معين الدين: وكتب جدى خالد بذلك تواقيع، وجهزها إلى البلاد، ونسختها كلها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«الحمد لله فاتح أبواب الخيرات بعد إغلاقها، وناهج سبل النجاة لطلاّبها وطرّاقها، وفارج الكربات بعد ارتاجها (?) وإطباقها، الذى منح أولياءه التوفيق وأوضح لهم دليله، ونصر أهل الحق وأعان قبيله، نحمده على جزيل مواهبه وجليل رغائبه، وبالغ هدايته وسابغ وقايته، ونسأله أن يصلى على سيدنا محمد الذى أوضح الطرايق، وفرج المضايق، وأنجب (?) المحجة، وأوجب الحجة، وخفّف الله ببعثه كل إصر، وجعل أمته خير أمة وعصره خير عصر، وعلى آله الأكرمين ما أسفر بدر وأنار فجر.