قال [معين الدين] (?): وكان جدى خالد بن محمد قريب المنزلة من نور الدين إلى الغاية، وإليه استيفاء دوواينه بأسرها، وكتابة الإنشاء، وإمرة مجلسه (?)، وهو المشير والوزير، والأمور كلها عائدة إليه، فاتفق أنه حضر بين يدى نور الدين - رحمه الله - يوما بدمشق، وقال: يا مولانا، رأيت البارحة في نومى كأن المولى قد نزع ثيابه ودفعها إلىّ، وقال: اغسلها، فأخذتها وغسلتها، قال: فأطرق (?) طويلا، ولم يرفع رأسه إلىّ، فندمت على ما قلت، وخفت أن يكون قد تطيّر منى، وتوهم من منامى، فخرجت من بين يديه وأنا كئيب ضيّق الصدر؛ فبقيت بعد ذلك ثمانية أيام لا يطلبنى ولا يسأل عنى، فساء [عند ذلك] (?) ظنى، وفرح من كان يحسدنى، وظن العدو أنه قد ظفر بى؛ فدخل على نور الدين رجل من خواصه يعرف بالشيخ إسماعيل المكبس (?)، وكان نور الدين يحبه ويقربه كثيرا، فقال: يا مولانا، قد حضر من زاد في دار الزكاة خمسة آلاف دينار في السنة، فانتهره، وقال: قد أصبحت على سجادتى بعد أداء فريضتى أذكر الله تعالى، واستفتحت أنت النهار تبشرنى بزيادة مكس؛ فوجم الشيخ إسماعيل وبقى ساكنا، ثم قال: اطلبوا لى خالدا، قال: فحضرت لديه (?)، فالتفت إلىّ متبسما، وقال لى: قد تفسّر منامك؛ فقلت بخير إن شاء الله، فقال [هو خير (?)] لا تظن تركى لك وعدم استحضارى إياك في هذه الأيام لموجدة عليك أو لوهم حصل عندى من منامك، بل كنت مفكرا في المنام حتى فتح الله سبحانه وتعالى علىّ بتأويله، اعلم أن غسل