فلما فرغت دار العدل جلس نور الدين فيها لفصل [الحكومات و] (?) الخصومات، وكان يجلس في الأسبوع يومين (?) وعند القاضى والفقهاء، وبقى كذلك مدة فلم يحضر أحد يشكو من أسد الدين، (?) فقال نور الدين لكمال الدين: «مالى لا أرى أحدا يشكو من شيركوه؟» فعرّفه الحال (3)، فسجد شكرا لله تعالى، وقال: «الحمد لله الذى جعل أصحابنا ينصفون من أنفسهم قبل حضورهم عندنا».
وحكى (?) معين الدين محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن القيسرانى، قال: «انكسر على ضامن (?) دار الزكاة [159] مال جم، وكان الضامن المذكور يعرف بابن شمام (?) المحالى، فحبس، فباع ما كان يملكه من عقار بما مبلغه ثمانية آلاف دينار صورية (?)، وحمله إلى الخزانة، وبقى في الحبس مطالبا بما بقى عليه.