وما أصيبوا إلا بطلّ ... فكيف لو أمطروا بوابل!
والسود بالبيض قد أبيحوا (?) ... فهى بواديهم نوازل
مؤتمن القوم خان حتى ... غالته من شرّه غوائل
عاملكم بالخنا فأضحى ... ورأسه فوق رأس عامل
يا مخجل البحر بالأيادى ... قد آن أن تفتح السواحل
فقدّس القدس من خباث ... أرجاس كفر غتم أراذل
وذكر عماد الدين أنه وصل في هذه المدة كتاب من الملك الناصر صلاح الدين إلى بعض أصحابه بدمشق، وضمنه هذا البيت:
وانثر درّ الدمع من قبل أبيضا ... وقد حال مذغبتم فأصبح ياقوتا
فنظمت في الجواب أبياتا منها:
هنيئا لمصر كون يوسف ملكها ... بأمر من الرحمن قد كان موقوتا
وما كان فيها قتل يوسف شاورا ... يماثل إلا قتل داوود جالوتا
وقلت لقلبى أبشر اليوم بالمنى ... فقد نلت ما أمّلت، بل حزت ما شيتا
ولما وقعت هذه الواقعة تلاشى أمر العاضد خليفة مصر، إلا أن الخطبة باقية له، وبعده لنور الدين، فحكى لى الأمير حسام (?) الدين بن أبى على قال:
«كان جدى في خدمة الملك الناصر صلاح الدين، فحكى أنه لما وقعت هذه الواقعة شرع صلاح الدين كل يوم يطلب من العاضد شيئا من الخيل والرقيق