والأموال، ليقوى بذلك ضعفه، قال: فسيّرنى يوما إليه أطلب منه فرسا، ولم يبق عنده إلا فرس واحد، فأتيت [111] إليه وهو راكب في بستانه المعروف بالكافورى (?)، الذى يلى القصر الغربى (?)، فقلت: صلاح الدين يسلم عليك، ويطلب منك فرسا، فقال: ما عندى إلا الفرس الذى أنا راكبه؛ ونزل عنه، وشقّ خفّيه، ورمى بهما، وسلم إلىّ الفرس، فأتيت به صلاح الدين؛ ولزم العاضد بيته، ولم يعد لركوب حتى كان منه ما كان».
ولما ملك صلاح الدين - رحمه الله - الديار المصرية، واستقرت قدمه بها، واستقرت بها العساكر النورية، أيقن الفرنج بالهلاك، وأيقنوا أن بلاد الساحل من المسلمين على شفا جرف هار، وأنهم إن لم يتداركوا الأمر وإلا ذهبت البلاد