وكان الملك الكامل - رحمه الله - يبيت عنده جماعة من الفضلاء في بعض الليالى يأنس بهم مثل الشيخ جمال الدين اليمنى النحوى، والفقيه عبد الظاهر، والأمير صلاح الدين بن شعبان الإربلى (?)، وكان متأدبا له شعر حسن. وكانت تنصب لهم تخوت إلى جانب تخته ينامون عليها ويسامرونه (?) ويجارونه في العلوم والآداب (?).
والصلاح الإربلى المذكور، هو أحمد بن [عبد] (?) السيد بن شعبان من بيت كبير بإربل، وكان أحد حجاب مظفر الدين كوكبورى بن زين الدين صاحب إربل، فتغير عليه واعتقله مدة ثم أفرج عنه، فقصد الشام واتصل بخدمة الملك المغيث فتح الدين عمر بن السلطان الملك العادل، وكان قد عرفه [4 أ] لما كان بإربل عند عمته ربيعة خاتون بنت أيوب، وحسنت حاله عنده.
ولما توفى الملك المغيث انتقل الصلاح إلى الديار المصرية، واتصل بخدمة السلطان الملك الكامل. وعظمت منزلته عنده، ووصل إلى ما لم يصل إليه غيره.
واختص به في خلواته وأمره. وكان صلاح الدين ذا فضيلة تامة ومشاركات حسنة. وذكر أنه كان يحفظ في الفقه «الخلاصة (?)» للغزالى - رحمه الله.