آمد في غاية الحسن، قد صوّرت فيهما الصور البديعة، وأمر فذبح (?) شىء عظيم من البقر والغنم والخيل (?) وشويت قشلميشا (?). ومد سماطا عظيما عاما لينتهب [على عادة الترك (?)]، [وجعل حوله أبراجا عالية من الحلوى (?)]. [واحتفل الملك الناصر بعمه السلطان الملك الكامل احتفالا عظيما (?)] لم يسمع بمثله، غرم فيه جملة جليلة.
[وكان لما قرب عمه قد خرج إلى لقائه وبات عنده ليلة ومعه الشيخ شمس الدين الخسرو شاهى - رحمه الله - شيخه، ثم رجع إلى الكرك قبل أن يصل عمه.
واجتمعت به أنا ووالدى في قلعة الكرك فسمعته - رحمه الله - يقول لوالدى:
«تباحثنا مع السلطان وأصحابه البارحة في الفقه، فكانوا جميعهم علىّ لأنهم كلهم شافعية؛ السلطان وصلاح الدين الأربلى والشيخ شمس الدين قاضى العسكر الشريف وكمال الدين بن شيخ الشيوخ. وخرج شمس الدين الخسرو شاهى معى فصار معهم علىّ لأنه شافعى، وبقيت أنا وحدى في مقابلة الجميع ما معى من ينصرنى عليهم».
ثم خرج الملك الناصر إلى اللجون، وخرجنا في خدمته، والتقينا معه السلطان الملك الكامل - رحمه الله. ونزل الملك الكامل في الدهليز الذى ضرب له وأنهب